يشهد الدولار الأسترالي تراجعاً مستمراً في قيمته أمام نظيره الأمريكي، رغم ارتفاع التوقعات للتضخم المحلي. عانى العملة الأسترالية من ضغوط متزايدة نتيجة لزيادة الرسوم الجمركية وتصريحات مسؤولة مؤثرة. بالإضافة إلى ذلك، تعززت التوقعات بشأن خفض معدلات الفائدة من قبل البنك المركزي الأسترالي، مما أثر سلباً على أداء العملة. بالرغم من هذا، يحافظ الزوج على موقعه فوق المتوسطات المتحركة ويظهر مؤشر القوة النسبية اتجاهاً صعودياً محتملاً.
تأثرت قيمة الدولار الأسترالي بشكل كبير بالعوامل الاقتصادية العالمية والقرارات التجارية الدولية. فقد أدى فرض رسوم جمركية جديدة وتعليقات المسؤولين الكبار إلى زيادة الضغط على العملة. كما أن تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية حول عدم الاستعجال في خفض أسعار الفائدة زادت من التحديات التي تواجه الاقتصاد الأسترالي. وفي الوقت نفسه، وجه مستشار التجارة لدى الرئيس ترامب انتقادات حادة لأستراليا بسبب تأثيرها على سوق الألمنيوم العالمي، مما أثار المزيد من القلق حول العلاقات التجارية بين البلدين.
في هذا السياق، تعمل الحكومة الأسترالية بجد للحصول على استثناءات من الرسوم الجديدة التي فُرضت مؤخراً. وقد أدت هذه التطورات إلى زيادة الضغط على الدولار الأسترالي، حيث واصل انخفاضه أمام الدولار الأمريكي على الرغم من ارتفاع توقعات التضخم المحلي إلى 4.6% في شهر فبراير. ومع ذلك، لم يستطع هذا الارتفاع في معدل التضخم أن يوفر الدعم المتوقع للعملة الأسترالية بسبب التحديات الاقتصادية الأخرى التي تواجهها البلاد.
مع استمرار التقلبات في الأسواق المالية، تتجه الأنظار نحو التوقعات المتعلقة بمعدلات الفائدة في أستراليا. يتوقع العديد من المحللين أن يقوم البنك المركزي الأسترالي بخفض معدلات الفائدة في المستقبل القريب. هذا الأمر قد يؤثر بشكل كبير على أداء الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي. ومع ذلك، فإن الزوج ما زال يحافظ على موقعه فوق المتوسطات المتحركة الرئيسية، مما يشير إلى وجود احتمالات لتعافي العملة في الأسابيع القادمة.
وفقًا لتوقعات المتداولين، قد يتم خفض معدل الفائدة من 4.35% إلى 4.10% خلال الاجتماع القادم للبنك المركزي الأسترالي في فبراير. هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في أداء العملة الأسترالية. من ناحية أخرى، يواصل الزوج التداول بالقرب من مستوى 0.6280، مع إمكانية اختبار مستويات أعلى عند 0.6300 و0.6330. أما بالنسبة لمستويات الدعم، فهي تقع عند 0.6273 و0.6266. إذا تم كسر هذه المستويات، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الزخم ودفع السعر نحو مستوى 0.6200. وبالتالي، فإن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من التوتر والانتظار لمعرفة كيف ستتطور الأمور في السوق.
تشهد الأسواق المالية في نيوزيلندا فترة من الترقب والانتظار مع استقرار توقعات التضخم خلال الربع الأول من عام 2025. وفقًا لأحدث البيانات المقدمة من البنك الاحتياطي النيوزيلندي، أصبحت المؤشرات الاقتصادية تعزز التوقعات باتجاه نحو تخفيف السياسة النقدية. هذه الخطوة قد تكون متمثلة في خفض معدل الفائدة بمقدار كبير يصل إلى 50 نقطة أساس، وهو ما يترقبه الكثيرون بشغف لفهم أثرها على الاقتصاد المحلي والعملة الوطنية.
في تحليل أوسع للوضع الاقتصادي، كشف المسح الفصلي الذي أجراه البنك الاحتياطي النيوزيلندي عن تطورات هامة في توقعات التضخم. بالنسبة لتوقعات التضخم لمدة سنة واحدة، شهدت زيادة طفيفة لتصل إلى 2.15%، وهي نسبة مرتفعة قليلاً مقارنة بالربع السابق حيث كانت عند 2.05%. بينما تراجعت توقعات التضخم لمدة سنتين إلى 2.06%، انخفاضاً من 2.12% في الفترة السابقة. هذا التراجع يعتبر مؤشراً رئيسيًا لتقييم التأثير المحتمل للسياسة النقدية على الاقتصاد الكلّي.
من الواضح أن هذه الأرقام تعكس تغيرات جوهرية في اتجاهات التضخم. فمع استمرار الاستقرار النسبي في توقعات التضخم، يشير الاتجاه العام إلى تباطؤ محتمل في معدلات التضخم على المدى المتوسط. هذا الأمر يعزز التوقعات بأن البنك الاحتياطي النيوزيلندي قد يعلن قريبًا عن خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الاجتماع القادم له. هذا القرار سيكون له تأثير مباشر على قيمة الدولار النيوزيلندي وأداء السوق المالي المحلي.
مع تراجع توقعات التضخم على المدى المتوسط، يبقى التركيز منصبًا على قرار البنك المركزي النيوزيلندي في الأسبوع المقبل. العديد من المحللين والمراقبين يتوقعون أن يتخذ البنك خطوة لتيسير السياسة النقدية، مما سيترك بصمات واضحة على الاقتصاد الوطني. هذا التحرك قد يكون بداية لموجة جديدة من التغييرات التي ستؤثر على مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد.