في تطور مثير، رفعت الهيئة الأمريكية للأوراق المالية والبورصات (SEC) دعوى قضائية ضد شركة نوفا لابز، المطورة لشبكة هيليوم المفتوحة المصدر. هذه الخطوة جاءت قبل أيام من استقالة رئيس الهيئة غاري غينسلر في 20 يناير. الدعوى تتهم الشركة ببيع منتجات استثمارية غير مسجلة واستغلال المستثمرين. كما كشفت تقارير عن انخفاض الخسائر في صناعة العملات الرقمية خلال عام 2024، رغم استمرار الاختراقات والاحتيال.
أثارت الدعوى القضائية التي أقامتها الهيئة الأمريكية للأوراق المالية والبورصات (SEC) ضد شركة نوفا لابز تساؤلات حول مستقبل التنظيم في قطاع العملات الرقمية. تم توجيه اتهامات للشركة بأنها باعت منتجات استثمارية غير مسجلة مثل أجهزة "النقاط الساخنة" التي تُستخدم في تعدين عملة هيليوم (HNT)، بالإضافة إلى برنامج يتيح للمستخدمين تبادل بياناتهم مقابل العملات الرقمية. الهيئة أكدت أن هذه المنتجات تعتبر أوراقاً مالية غير مسجلة، وادعت أن نوفا لابز ضللت المستثمرين بادعاءاتها الكاذبة حول استخدام شبكتها من قبل شركات عالمية كبيرة. هذا التحرك يأتي في ظل تغيير القيادة في الهيئة، مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم النهج التنظيمي مع التركيز على القضايا الأكثر خطورة.
مع تغيير القيادة في الهيئة، بدأت المؤشرات تشير إلى احتمال تغيير في الاستراتيجية التنظيمية. وفقًا لتقرير نُشر مؤخرًا، قد تتوقف الهيئة عن متابعة القضايا التي لا تشمل احتيالًا، وتتركز بدلاً من ذلك على انتهاكات قوانين الأوراق المالية الأكثر جدية. هذا التحول يمكن أن يكون له تأثير كبير على الشركات العاملة في مجال العملات الرقمية، حيث قد يوفر لها بعض الراحة التنظيمية. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد تواجه تحديات من الجهات الرقابية الأخرى التي تسعى إلى حماية المستثمرين.
على الجانب الآخر، شهدت صناعة العملات الرقمية تراجعاً في الخسائر بنسبة 17% في عام 2024، لتصل إلى 1.49 مليار دولار. كان الاختراقات هي السبب الرئيسي لهذه الخسائر، حيث شكلت نسبة 98.1% منها بقيمة 1.47 مليار دولار عبر 192 حادثة. بينما بلغت خسائر الاحتيال 28 مليون دولار، بزيادة 72% عن العام السابق. تراجعت عدد الهجمات الناجحة بنسبة 27.5% من 320 هجوماً في 2023 إلى 232 في 2024. من بين الحوادث البارزة، اختراق مفتاح خاص لمنصة DMM Bitcoin اليابانية بقيمة 305 ملايين دولار في مايو، واختراق محفظة متعددة التوقيعات لمنصة WazirX الهندية بقيمة 235 مليون دولار في يوليو، مما شكّل 36% من إجمالي الخسائر.
مع استمرار التحديات الأمنية، ظلت بروتوكولات التمويل اللامركزي (DeFi) هي الهدف الرئيسي، مسجلة 51.4% من الخسائر، بينما زادت خسائر التمويل المركزي (CeFi) بنسبة 77.5% لتصل إلى 726 مليون دولار. كانت شبكات إيثريوم وباينانس سمارت تشين الأكثر استهدافاً، حيث سجلت إيثريوم 104 حوادث تمثل 44% من إجمالي الخسائر. هذه الإحصائيات تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الإجراءات الأمنية في القطاع لضمان حماية المستثمرين والحفاظ على الثقة في العملات الرقمية.
في خضم هذه التطورات القانونية والأمنية، أصبح واضحاً أن قطاع العملات الرقمية يواجه تحديات كبيرة. مع تزايد الضغوط التنظيمية والتقلبات الأمنية، يتوقع أن تشهد الصناعة المزيد من التغييرات في المستقبل القريب. هذه الفترة الحرجة تتطلب حواراً معمقاً بين الجهات الرقابية والشركات العاملة في القطاع لتحديد أفضل الطرق لضمان استقرار ونمو السوق.